وتشير الدراسات الحديثة إلى أن البحر المتوسط يولد قيمة اقتصادية سنوية مماثلة للاقتصادات الرئيسية في منطقتنا. وتؤكد هذه الأرقام التقريبية على الأهمية الكبيرة التي يمثلها الاقتصادن الأزرق، و الذي يجمع جميع الأنشطة البشرية التي تعتمد على البحر و / أو تدعمها التفاعلات البرية والبحرية في سياق التنمية المستدامة.
و خلال الاجتماع الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط حول الاقتصاد الأزرق الذي عقد ببروكسل في 17 تشرين الثاني / نوفمبر 2015، أقر الوزراء بدور الاقتصاد الأزرق في تعزيز النمو و فرص العمل والاستثمار والحد من الفقر.
والواقع أن الاقتصاد الأزرق في منطقة البحر الأبيض المتوسط يتمتع بإمكانيات هائلة، لا سيما في بعض القطاعات المعينة:
– و على سبيل المثال، في عام 2015، بلغت المساهمة المباشرة للسياحة في الناتج المحلي الإجمالي لدول المتوسط 4.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي. وتشير التقديرات إلى أن من بين 850 مليون سائح يسافرون إلى أو في بلدان البحر الأبيض المتوسط و حوالي 40٪ يزورون المناطق الساحلية المتوسطية.
– و قطاع السفن السياحية ينمو أيضا في سوق البحر الأبيض المتوسط، وهو الآن ثاني أكبر سوق في العالم بعد منطقة البحر الكاريبي.
– ويتضمن الأسطول التجاري البحري العامل في البحر المتوسط أكثر من 8،000 سفينة و هو يمثل 20٪ من التجارة البحرية في العالم.
– و تعد قيمة مصايد األسماك وتربية الأحياء المائية في البحر األبيض المتوسط،و التي تبلغ قيمتها الحالية أكثر من 4.1 مليار يورو و توفر 353.000 فرصة عمل مباشرة، من أكثر القطاعات الواعدة من حيث النمو و توفير فرص العمل. وفي حين أن تربية الأحياء المائية وفرت 7 في المائة فقط من الأسماك الصالحة للاستهلاك البشري في عام 1974، فإن هذه الحصة زادت إلى 50 في المائة في عام 2014.
– و على الرغم من أن طاقة الرياح البحرية غير المستغلة يمكن أن تصل إلى 12 جيجاوات بحلول عام 2030 وما يقرب من 40 جيجاوات بحلول عام 2050 بالنسبة للبلدان المتوسطية في الاتحاد الأوروبي. وتكتسب الطاقة الريحيةأهمية خاصة في بلدان جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط حيث تقدر بنحو 21.967 تيراوات / ساعة، أي أكثر ب 34 مرة من البلدان الشمالية.